الجمعة، 24 فبراير 2017

المظال

7- المظال (15- 21 تشرى )

·     هو ثالث الأعياد السنوية الكبرى التي كان يجب فيها على كل ذكر في إسرائيل أن يتراءى أمام الرب في الموضع الذي يختاره (تث16:16)، ويُعرَف بالعبرانية -سُّكُّوت-، واشتق الاسم من عادتهم في أن يسكنوا مظالًا أثناء مدة العبادة (لا40:23-42).
·     وكانت هذه المظال تُنصَب بعد تشييد الهيكل في أورشليم في ساحات المدينة وعلى سطوح البيوت وأفنيتها وفي دور أورشليم (نح16:8)، وعلى الجبال المجاورة لأورشليم.  وهي مصنوعة من الأشجار الخضراء الكثيفة (لا39:23)، وقد ارتبط بذكرى تاريخية وهي إقامة العبرانيين في المظال في البرية (لا43:23؛ عد12:29-38؛ هو9:12).
·       كان هذا العيد يستغرق سبعة أيام مع يوم أخير راحة ويُسمى العظيم من العيد (يو37:7).  تبدأ في الخامس عشر من شهر -ايثانيم- الموافق -تشرى-، وهو الشهر السابع من شهور السنة الدينية، أي بعد عيد الكفارة بأربعة أيام.

ومن أهم سماته
1.      اتسامه بالفرح الشديد، فقد عُرف هذا العيد بكثرة الذبائح والعطايا من الأغنياء للفقراء ليفرح الكل (تث14:16).
2.      وكذلك السُكنى في المظال لمدة سبعة أيام
3.    اليوم الثامن الذي يُحسَب عيدًا مستقلًا بذاته له طقسه الخاص به ذبائحه ولا يبقى الشعب في المظال فيه. كان يتم فيه سكب الماء والإنارة وترنم مزامير الهليل (مزمور 113-118).
4.    عدد الذبائح التي تقدم في هذا العيد أكثر منها في أي عيد آخر، إذ يبلغ عددها 189 ذبيحة خلال الأيام السبعة (عد12:29-40).
5.    يأتي وصف زكريا النبي لليوم الأخير من العيد  واهتداء كل الأمم ارتباطه بعيد المظال - ويكون أن كل الباقي من جميع الأمم الذين جاءوا على أورشليم، يصعدن من سنة إلى سنة ليسجدوا للملك رب الجنود، وليُعيِّدوا عيد المظال- (زك16:14). (وقت الملك الألفي)
6.    ويؤيد ما جاء في سفر الرؤيا عن المتسربلين بثيابٍ بيض وفي أيديهم سعف النخل، أن عيد المظال يرمز إلى نهاية العالم ومجيء المسيح الثاني - بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعِدّه من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف ومتسربلين بثياب بيض، وفي أيديهم سعف النخل.  وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين: الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف. (رؤ10،9:7).

طقس العيد: اعتاد اليهود على تضمين هذا العيد بعض الطقوس الرمزية التي تميزه

1-    في الصباح يأتي رئيس الكهنة بإناء ذهبي مملؤ بماء من بركة سلوام في موكب بهيج إلى أن يدخل به من الباب الجنوبي للهيكل وعند المذبح يضرب البوق 3 مرات ويُرفع هذا الإناء ليُقدم لله رمزياً، ثم يدور به الكهنة حول المذبح بينما تعزف فرق الموسيقى، ويترنمون بمزامير الهليل (مز113-118). وليس في الشريعة من أمر بذلك إنما فعله اليهود تذكارًا لإخراج موسى الماء من الصخرة في البرية، ووفقاً لقول النبي ( إشعياء ٣ :١٢ ) « فَتَسْتَقُونَ مِيَاهاً بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ الخلاصِ. وقوله (إش 55 : 1)«أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْرًا وَلَبَنًا.

2-    في المساء كانوا يوقدوا في دار الهيكل مصابيح كبيرة من ذهب على أربع منارات غير المنارة التي في القدس، وكان علو كل واحدة منها نحو ١٥ مترًا لتنشر ضوءها على كل المدينة. وكان الناس يرقصون مسرة في دور الهيكل ويترنمون بالأغاني الروحية ويعزفونها على آلات الطرب تذكارًا لعمود النار الذي كان يتقدم بني إسرائيل في البرية. ويقوّي هذا الظن أن يسوع قال هذا وهو واقف في خزانة الهيكل (ع٢٠ ). وكانت الخزانة في دار النساء في المكان الذي كانت فيه المنارات الأربع تضيء في ليالي العيد.  

 يسوع في عيد المظال:

أشار يسوع إلى نفسه بأنه متمم هذا العيد: وقد استخدم هذه العادات للإشارة إلى نفسه

1-     في مناسبة عيد المظال وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى قِائِلاً:«إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». (يو37:7-38)

2-     ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً:«أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ». (يو12:8)
a.      ولعل تلميح يسوع هنا يمتد جذوره للتلميحات الوارده عنه في أسفار العهد القديم
                                                                i.       (عمود السحاب والنار خر21:13-22؛ 19:14-20؛
                                                                ii.      (الصخرة التي شربوا منها في البرية خر17) وكانت الصخرة المسيح 1كو10)
                                                 iii.      وكأن يسوع يقول إن كنتم في هذا العيد تذكرون أنكم كنتم في البرية، والله أعالكم بالماء، أنا هو هذا الماء، وهو كان قد قال سابقاً أنا هو الخبز النازل من السماء في الإشارة لأن آبائهم أكلو المن النازل من السماء.
                                                                
b.      أيضاً يُعد تلميح عن مجئ المسيح ليملك كالمسيا. 5) يَخْلُقُ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَكَانٍ مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَعَلَى مَحْفَلِهَا سَحَابَةً نَهَارًا، وَدُخَانًا وَلَمَعَانَ نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ لَيْلاً، لأَنَّ عَلَى كُلِّ مَجْدٍ غِطَاءً.  6)وَتَكُونُ مِظَلَّةٌ لِلْفَيْءِ نَهَارًا مِنَ الْحَرِّ، وَلِمَلْجَأٍ وَلِمَخْبَأٍ مِنَ السَّيْلِ وَمِنَ الْمَطَرِ.(إش5:4-6)

3-     إن تصريح يسوع ثنائي النتائج: إن عطش أحد يشرب (فيحيا) ومن آمن بي أي من أقر بأنني المسيح واتكل علي للخلاص تجري من بطنه (أي يصير بركة للآخرين) فنرى أن الشخص يجب أن يشعر بالعطش والعبارة فليقبل إلي تساوي من آمن بي. إذاً من شعر بالعطش وجاء ليسوع بإيمان يحيا ويصير بركة


ياللى رعب الأمر: هؤلاء الذين عيدوا والذين رأوا حرفاً حضور الله في وسطهم مبرهناً بالسحابة وعمود النار (1كو 10 : 1)فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ، (1كو 10 : 2)وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ، (1كو 10 : 3)وَجَمِيعَهُمْ أَكَلُوا طَعَامًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، (1كو 10 : 4)وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ. (1كو 10 : 5)لكِنْ بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ، لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق