الجمعة، 24 فبراير 2017

الكفارة


6 - الكفارة (10 تشرى )

(يوم الكفاره العظيم) لا 16 ؛ عد7:29-11




1.        يقع في اليوم العاشر من الشهر السابع  (لاحظ: الفصح في الشهر الأول والكفارة في الشهر السابع )
2.       يعتبر أهم الطقوس التي ذكرت في سفر اللاويين
3.       مراسيم يوم الكفارة رمزاً لدخول المسيح رئيس الكهنة الأعظم إلى السماء مرة واحدة بعد أن أكمل خلاص البشرية بدم نفسه (عب 9: 1 - 12، 24 - 28).
و سنتكلم عن هذا العيد من ثلاث زوايا: (الشعب / رئيس الكهنة / الذبائح)

1 - الشعب:
أ‌-          على اليهود - عدا المرضى والشيوخ والأولاد - أن يصوموا ذلك اليوم من المساء  إلى المساء أي من الغروب إلى الغروب.
ب‌-         كان عليهم أن يمتنعوا عن الطعام والشراب والاغتسال، ودهن الرأس ولبس الأحذية والعلاقات الزوجية.
ت‌-         كل نفس لا تنقطع فيه للعبادة والتذلل والصوم تقطع من الشعب وكل نفس تعمل عملا تباد تلك النفس (لا 23: 29، 30) وكل من آكل أو شرب سهوا يقدم ذبيحة خطية، أما من فعل ذلك عمدًا فيقطع.
ث‌-         يوم الصليب هو يوم الكفارة الحقيقي.

2- رئيس الكهنة:-
أ‌-       يوم الكفارة هو اليوم الوحيد في السنة الذي يدخل فيه رئيس الكهنة إلى قدس الأقداس للتكفير عن خطاياه وعن خطايا الشعب ويستعد له استعدادات غير عادية.
ب‌-      في الصباح كان يغتسل جسمه كله بالماء النظيف ويرتدى قميصًا وسروالا ويتمنطق بمنطقة ويضع على رأسه العمامة وكلها مصنوعة من الكتان الأبيض النقي (لا 16: 4). (لاحظ  أن رئيس الكهنة في يوم الكفارة لا يلبس شيئًا من ثيابه الفخمة خر28؛ لا8) 

3 - الذبائح التي كانت تقدم في ذلك اليوم:
أ‌-          المحرقة الدائمة + ذبائح سلامة عن رئيس الكهنة + ذبائح سلامة عن الشعب
ب‌-         كان رئيس الكهنة يقدم عن نفسه كبش محرقة وثور ابن بقر لذبيحة خطية.
ت‌-         كان يقدم عن الشعب كبش محرقة وتيسين من الماعز أحدهما لذبيحة خطية، والأخر لعزازيل.  
ث‌-         كانت التقدمة التي يقدمها عن الشعب يشتريها الشعب من مال جماعة إسرائيل.
ج‌-         طريقة التقديم هي : بعد أن يقدم رئيس الكهنة الثور عن خطيته يلقى قرعة على التيسين وكانت القرعة تلقى بلوحين من الذهب مكتوبًا على أحدهما واحد للرب وعلى الآخر لعزازيل.
a.      عزازيل-  اسم عبري معناه عزل وهو يشير إلى عزل الخطية أو الفصل ويشير أيضا إلى المكان الصحراوي النائي الذي كان التيس يعزل فيه ويشير إلى الشيطان أو ملاك ساقط.
b.     كان تيس عزازيل رمز إلى عزل الخطية وابتعادها عن البشر (كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصيانا (مز12:103)
c.      التيس الأول يذبح أما الثاني لعزازيل فكان رئيس الكهنة يضع يده على رأسه ويقر بجميع ذنوب بنى إسرائيل وجهالاتهم وهنا نتذكر ما قاله إشعياء بروح النبوة عن المسيح  (الرب وضع عليه إثم جميعنا- (أش 53: 6).
d.     و كان هذا التيس يرسل إلى البرية القفر يبعد بيد شخص مستعد (طاهر)
e.      إن ذهاب التيس حامل خطايا الشعب إلى البرية والقفر الموحش بكل أهواله إنما يذكرنا بنبوءة اشعياء عن السيد المسيح: -انه قطع من ارض الأحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي- (أش 53: 8).
لاحظ أن ذبيحة الخطية (الثور الذي هو عن خطية رئيس الكهنة، والتيس الذي هو عن خطايا الشعب كانت تحرق بلحمها وعظمها وجلدها حرقا كاملاً خارج المحلة)، وليس على مذبح المحرقة داخل خيمة الاجتماع. فهذا  تم جميعه في المسيح الذي قدم ذاته عنا ذبيحة خطية... خارج أورشليم. لذلك يسوع أيضًا لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب... (عب 13: 11، 12).
في يوم الكفارة كان رئيس الكهنة يدخل إلى قدس الأقداس ثلاث مرات بمفرده.
المرة الأولى:-  يدخل بمجمرة البخور التي من ذهب خالص بعد أن يملأها جمر نار من على المذبح أي من النار الدائمة على مذبح النحاس ويضع عليها ملئ راحتيه بخور. ويبخر ويبقى فيه حتى يمتلئ المكان بالبخور.
المرة الثانية:-  يأخذ دم الثور في وعاء الدم ويدخل به وينضح بإصبعه من الدم سبع مرات على الغطاء وقدام الغطاء. وبذلك يكون قد كفر عن نفسه.
المرة الثالثة:-  يدخل بدم التيس (اذي وقع عليه قرعة للرب ) وينضح على الغطاء والتابوت وبهذا يكفر عن خطية الشعب .

كفارة العهد القديم وكفارة المسيح:

كان يوم الكفارة يتكرر كل سنة... دليلا على أن المشكلة قائمة وباقية، أما السبب فيذكره بولس الرسول لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع الخطايا (عب 10: 4) كل ذلك كان نبوءة على أن الحل الكامل والنهائي للكفارة عن الخطايا هو في المسيح وذبيحة نفسه (عب 9: 26) ويبين أن المؤمنين مقدسون بتقديم جسم يسوع المسيح مرة واحدة (عب 10: 10) وأن المسيح بعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله (عب 10: 12) وانه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين (عب 10: 14) وانه بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءًا أبديًا (عب 9: 12).

وتلاحظ في الكفارة:
1- كان الرب يترآى بمجده فوق غطاء التابوت الذي يسمي كرسي الرحمة كما قال لموسي -لأني في المحارب أتراءى علي الغطاء- (لا 16: 2).. علي أي أساس كان الرب يتراءى بمجده فوق غطاء التابوت، علي أي أساس دم الكفارة الذي دخل به رئيس الكهنة ونضح منه سبع مرات علي غطاء التابوت.. ويوم الكفارة وأن كان مذكورًا بين الأعياد لكنه كان يوم تذلل كما رأينا... وأن تصالح الإنسان مع الله مازال علي هذا الأساس دم المسيح والتذلل والتوبة.

2- كانت بركات يوم الكفارة لا تقتصر علي اليهود وحدهم بل كانت تشمل الغريب أيضًا والنازل في وسطهم (لو 16: 29).. وقد دبر الله أن الإيمان بيسوع المسيح هو إلي كل وعلي كل الذين يؤمنون لأنه لا فرق.. متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه (رو 3: 22- 25).. أن كفارة المسيح للخليقة كلها (1يو2:2).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق