الجمعة، 26 مايو 2017

خربر - 7

الرسالة السابعة

عزيزي علقم..

-اتعجب من سؤالك لي عن أهمية إبقاء المريض في جهل لوجودك.. وحسب أوامر القيادة العليا فإن سياستنا تقضي بأن نُخفي أنفسنا حاليا.. ولكن لم يكن الحال هكذا دائما.. فهذا حقا أمر محير.. فعندما لا يؤمن البشر بوجودنا نخسر جميع النتائج مثل الإرهاب والشعوذة وعندما يؤمنون بوجودنا نفشل في جعلهم ماديين.. ولكن في هذه الأثناء يجب أن نطيع الأوامر وهذا لن يكون صعباً.. فحقيقة كون الشياطين شخصيات هزليه أمر واسع الانتشار في هذا العصر.. فإذا بدأ يشك في وجودك أوحي إليه بصورة كائن ما يرتدي ثوب بهلوان أحمر لا يمكنه أن يؤمن به..

-لم أنس وعدي لك بأن نحاول جعل المريض وطنياً متطرفاً أو لاعنفياً متطرفاً.. ينبغي أن نشجع على كل تطرف ماعدا التطرف في التكرس لله.. ففي عصرنا هذا.. أية مجموعة صغيرة تجمعها معا مصلحة ما ويكرهها آخرون أو يتجاهلونها تميل للشعور بالاعجاب المتبادل نحو بعضهم البعض والشعور بالكبرياء والكراهية نحو العالم الخارجي بلا حياء لأن "القضية" ترعاه.. وهذا الشعور يعتبر مشاعر غير شخصية حتى لو كانت أغراض هذه المجموعة روحية تخص الله..

-نحن نريد للكنيسة أن تكون صغيرة ليس فقط في العدد بل أيضا أن يكتسب أفرادها البر الذاتي الدفاعي المتصف بالحدة مثل الجماعات السرية أو العصابات.. هذا لا ينفي بالطبع أن الكنيسة نفسها محمية حماية شديدة ولم ننجح حتى الآن في أن نزرع فيها جميع الخصائص التي تتميز بها الأحزاب.. ولكن الأحزاب الثانوية داخل الكنيسة كثيراً ما أدت هذا الدور بنجاح بدايةً من بولس وأبلوس في كورنثوس وحتى الآن..


-فحاول إذا أمكن أن تجعل مريضك أحد المعترضين دائماً.. فينضم إلى أحد هذه الجماعات الصغيرة ولكن آثار هذا ستكون جيدة على نحو شبه مؤكد فقط.. إجعله يهتم دائما بالوطنية أو اللاعنفية على إنها الجزء الأهم وأما الإيمان فمجرد جزء من القضية الجزء الذي يخدم حجته.. فما أن تتمكن من جعل العالم الحاضر غاية والإيمان وسيلة حتى تكون قد كسبت مريضك تقريبا.. فيجب أن يكون متدينا يهتم بالقضايا والاجتماعات والسياسات أكثر من الصلوات والممارسات المقدسة والمحبة والاحسان.. بذلك يكون امتلاكنا له اضمن وآمن...


عمك المحب
خربر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق