الخميس، 4 مايو 2017

خربر -5

الرسالة الخامسة

عزيزي علقم..
-لقد خيبت امالي قليلا لاني كنت اتوقع تقريرا مفصلا عن عملك وليس قطعة تعبيرية عن انك "منفعل من الفرح" بسبب بداية الحرب الاوروبية.. انك سكران فحسب.. فهذه اول مرة في سيرتك المهنية تتذوق فيها تلك الخمر التي هي مكافاة كل مجهوداتنا "اي حيرة وارتباك النفس البشرية"

هذا طبيعي ولكن تذكر.. لا تتمادى في هذه المتعة حتى لا تفقد الفريسة في النهاية والا ستبقى الابدية كلها متعطشا الى تلك الجرعة التي تستمتع بها الان.. فلا تدع اي بهجة وقتية مفرطة تلهيك عن عملك الحقيقي في زعزعة الايمان وفضائله..

-ان الحرب مسلية بالطبع.. فهو شئ مبهج فعلا ان نرى الاخطار المباشرة ومعاناة البشر ولكن هذا لن ينفعنا اي نفع دائم اذا لم نستغل هذه الحرب للاتيان بالنفوس الى ابينا ابليس..

ففي الحرب يمكن ان نامل في مقدار كبير من القسوة والوحشية والظلم ولكن اذا لم نكون حريصين فلابد ان نرى الالاف يلتفتون في ضيقهم الى الله في حين ان عشرات الالاف الذين سينحرف اهتمامهم على كل حال عن انفسهم الى القيم والفضائل التي يعتقدون انها اسمى من النفس..

وفي علمي ان الله لا يوافق على كثير من هذه القضايا ولكنه غالبا ما يقدر البشر الذين اعتبروها صالحة لانهم يتبعون افضل ما يعرفونه..

-تامل ايضا طرق الموت العديدة في زمن الحرب.. فهم يقتلون في اماكن عرفوا انهم قد يقتلون فيها ومع ذلك هم يذهبون مستعدين اليها_ اذا كانوا من اتباع الله_ فمن الافضل لو ان جميع البشر يموتون في المستشفيات بين اطباء وممرضات يكذبون واصدقاء يكذبون كما دربناهم وهم يعدون المائتين بالحياة ويشجعوهم على الاعتقاد ان المرض عذر للاسترسال في كل شهوة ويمنعوا كل اقتراح باحضار كاهن لئلا يرى المريض حالته الحقيقية..

-وبالرغم من محاولات جنودنا في شن هجمات على الايمان وقت الحرب ولكن جنود الله من البشر قد قال لهم بالفعل صراحة ان معاناة الالم جزء مهم من ما يسميه "الفداء" وبالتالي فان الايمان الذي يفسد بسبب الحرب او الاوبئة.. لا يستحق عناء افساده..

                                                                                                                                                                       عمك الحب

خربر




الرسائل السابقة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق