الاثنين، 1 مايو 2017

كيف يتغير الناس


     مما لا شك فيه أنه لا يمكن تخيل حياة بلا فن؛ أتذكر حينما كنت أدرس المحاسبة فقيل لي أنها علم وفن، والقيادة أيضاً فن، والمرنمين هم مغنيون، والوعاظ يستخدمون فن الخطابة والبلاغة، يكاد يكون كل شئ في حياتنا فن

     كما أن الحياة لا يمكن تخيلها بدون ما يطلقون عليه نظريات علم النفس، فدارسي هذه النظريات يعتقدون أن سر نجاح المديرين والمربين قائم على دراسة خصائص السن والتعرف على أنماط الشخصيات وخلافه، ويؤمنون أنهم قادرين على حل مشكلات الكثير من البشر

     وظهر مؤخراً كورسات التمية البشرية ... ولا حاجة لقول الكثير فيها فالجميع يقدرها ومنبهر بها إلى حد كبير، لدرجة أنهم يظنون أن الحياة لا يمكن تخيلها بدون هذه المواد التنموية. 

لكن السؤال هل حقاً هذه الثلاثة تُغير الناس والمجتمع

خلينى اطرح عليكم الأفكار دي:
        1-     علماء النفس عندهم إيمان بأن عن طريق جلسات الطب النفسي ممكن يعالجوا الناس من مشكلاتهم وبيستخدمو عدة افكار (ملخص أشهر نظريات علم النفس)
a.       بيقولو لصاحب المشكلة – انت مش سبب المشكلة – المجتمع هو المشكلة – المجتمع لازم يتغير
b.       أو مش انت السبب ف اللي انت فيه – اسلوب التربية هو السبب – انت حلو – اسلوب التربية هو الغلط
c.       أو انت بالطبيعة (الغريزة ) بتعمل الحاجة الغلط – ف مش تحاسب نفس ولا تأنب ضميرك – تأنيب الضمير حاجة مش صح
d.       كل الحكاية انت محتاج كام أعدة علاجية – وهانصلح فيك شوية سلوكيات وهتبقى كويس أوي
        
      2-     أصحاب مدارس التنمية البشرية بيقولوا انهم يقدروا يغيروا المجتمع وعندهم مقترحات ملخصها
a.       اذا آمن شخص بأنه ضحية (زى ما بتقول نظريات علم النفس)  فهو يعترف ان الآخر له تأثير عليه وبيتحكم فيه. ودي نقطة مش في صالح التغيير.
b.       علشان كده لازم أولاً نعترف بأننا جزء من المشكلة – علشان ينموا عند الشخص انه قادر انه يتحكم ف نفسه.
c.       ثم ان اي شخص لديه ف داخله قدرة على ادارة نفسه والشغل على امكانياته وتطويرها علشان يبقى كويس

     3-     أصحاب الفن بيقولوا انهم يقدروا يغيروا المجتمع، وضمن أفكارهم 
a.       الفن بيجسد (المشكلات / أو الايجابيات) ف المجتع حتى لو لم يطرح حل
b.       الناس لما بتشوف المشكلة بتدور على حل وبتعمله / أو لما بتشوف ايجابية بتتمسك بيها
c.       ده معناه ان المشكلة الواحدة ممكن حلها بأكتر من طريقة –  والموضوع تقديري من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر ومن زمن لآخر

      4-     ملخص اللى فات : المجتمع (الناس) عندهم مشكلات سلوكية بتعكس حقيقة داخلية – والكل بيحاول يقدم حلول لتغيير هذه السلوكيات - فالقصة تكمن ف تغيير سلوك الناس / المجتمع. ومقياس التغيير هو قبول المجتمع للناتج (السلوك بعد التغيير) – ومن وقت للتاني تتغير نظرة المجتمع للسلوكيات – فالمرفوض انهارده مقبول بكرة والعكس

وخليني أرجع أتكلم باعتبار المخاطبين من أبناء النور

أنتوا عارفين أن حقيقة المشكلة هي قلب الإنسان:

(مت 12 : 35)اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ.
 (مت 15 : 19)لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ.

يبقى السؤال الحقيقي اللى لازم نلاقي له إجابة – كيف يتغير القلب ، فيتغير السلوك؟!!!!!!!!!

انتوا بتعرفوا إن يسوع جاوب ع السؤال ده : (يو 3 : 3)أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ». (يو 3 : 6)اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.

إن أردتم تغيير المجتمع بشجعكم  - استثمروا (مواهبكم الفنية – درساتكم النفسية - كورساتكم التنموية ) بشكل ممكن من خلاله قيادة الناس لمعرفة شخصية بيسوع

هذا هو التحدي ـ  (يو 17 : 3) أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.

لما التلاميذ عملوا كده قالوا عليهم : (أع 17 : 6):«إِنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمَسْكُونَةَ حَضَرُوا إِلَى ههُنَا أَيْضًا.


مع وافر تحياتي
محسن عدلي





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق