الأحد، 19 فبراير 2017

الفصل الخامس

الفصل الخامس
 سلطان كلمة الله

هل من المنطقي أن يعتبر الكتاب المقدس كتابًا له سلطان؟ أعتقد أن السؤال الذي يجب أن يسبق هذه المناقشة هو: لمن يجب أن يكون السلطان في حياتنا؟ قد نفهم السلطان على أنه حق الشخص في التكلم عن أمر ما. فالخبير في الفن له السلطان أن يتكلم عن الفن، والطبيب له السلطان أن يُشخص المرض، وتشخيصه يؤخذ بجدية وقد نفهم السلطان على انه حق الشخص في التأثير على الآخرين فالمعلم له سلطان أن يعطي تقديرات، أو أن يلغي درسًا، والشرطى له سلطان القبض على المخطئين و القاضي له سلطان أن يحكم على شخص ما أنه بريء أو مذنب. هذا يعني أنه إن لم يكن الشخص شرطى أو قاضيًا فلا يكون له هذا السلطان، وبالتالي يكون رأيه في الأمر غير مؤثر وغير ذي معنى.
هل يجب إذاً أن نفكر في الكتاب المقدس ككتاب له سلطان؟ أعتقد ذلك، فإن له سلطان الخبير في إبداء الرأي. لو أن الكتاب المقدس هو حقاً كلمة الله، فمن المنطقي أن ننتبه لرأيه ووجهات نظره. كذلك للكتاب المقدس سلطان يؤثر في من يتعامل معه. ولكن سلطان الكتاب المقدس لا يُفرض على أحد، فالكتاب المقدس له سلطان ليؤثر في حياة أي شخص بقدر المساحة التي يعطيها هذا الشخص للكتاب المقدس. وهو لن يؤثر في شخص ما، لا يفسح مكان في حياته لسلطان الكلمة. ويسمح الأشخاص مجالاً لسلطان الكتاب متى اقتنعوا بأن هذا الكتاب أهل لهذا السلطان.
بيد أن سلطان الكتاب المقدس هو سلطان الله، فالله يستخدم هذا الكتاب كأداة يمارس بها سلطانه. وسلطان الله بالنسبة للكثيرين فكرة مخيفة إن كانوا لا يثقون في الله. فالسلطان مخيف إن كان في يد شخص قد لا يُحسن استخدامه؛ أما لو كان في أيدي إله محب، يريد فقط مصلحة من له سلطان عليهم، فلا مجال هنا للخوف. إن الإله الذي أعطانا هذا الكتاب هو أهل لهذا السلطان.

يعبير كاتب العبرانيين عن سلطان الكتاب بقوله « لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكـار القلب ونياته » (عب4: 12).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق