الأحد، 19 فبراير 2017

الفصل الثالث

الفصل الثالث
النقد النصي وتأثيره
أ) النّقد النصي[1]: هو فرع العلم الذي يهتم بالتعرف على أخطاء نصوص المخطوطات وإزالتها.
ب) المخطوطات: هي الُنسخ المكتوبة بخط اليد، "يُشار إلى مخطوطات العهد الجديد ب MSS، ويُجمِع الدارسون على أن قرابة 85% من المخطوطات الموجودة تتفق على العموم مع بعضها"[2]
ج) نَص الأغلبية، هو نص العهد الجديد اليوناني الذي يعتمد على العدد الأكبر من المخطوطات ويشار إليه بالنص البيزنطي، أوالنص الإنطاكي.
د) النّص المُستَلم، إعتمد نفس نوع المخطوطات. وجدير بالذكر أن النص المُستَلم[3]، شكّل أساساً لترجمة كينج جيمس الإنجليزية الشهيرة، وفانديك العربية.
هـ) النّص النقدي، هو في مقابل نص الأغلبية ويعتمد أقدم المخطوطات 15% من المخطوطات.
يستعرض بيرس[4] المبادئ المختلفة التي تبناها فريقان من علماء النقد النصي، كما يلي:

مبادئ نموذج وستكوت وهروت: إعتمد إستخدام مخطوطات الإسكندرية، والفاتيكانية، والسينائية حيث أنها الأقدم، على الرغم من أنها الأقل:
1) الأقدم، أي تفضيل المخطوطات الأقدم.
2) الأكثر صعوبة، مفترضين أن النُساخ كانوا يميولون لإستبدال القراءات الصعبة بأسهل منها.
3) الأقصر، لذات الإفتراض السابق. ولكنى أرى أن الاقصر قد يُعطي إحتمال للحذف وليس الإضافة.
4) الأفضل في إيضاح الفروق.
5) الأكثر إنتشاراً جغرافياً.
6) تتفق مع أسلوب الكاتب، على الرغم من أن الأسلوب قد يختلف باختلاف الموضوع أو الموقف.
7) لا تعكس فكر عقيدي، على الرغم من أن الكتاب المقدس كتاب عقائدي.
في عام 1981-1982 نشر وستكوت وهورت نتاج أبحاثهما تحت عنوان، The New Testment in the Original Greek.

مبادئ جون بُرجُن: وكان لديه فهرساً يضم 86000 إقتباس للأسفار المقدسة من كتابات الآباء، وطوّر ما أسماه الإختبارات السبعة للحق:
1) الأقدم في القراءة، وليس المخطوطة الأقدم.
2) العدد، ويعني إحصاء أكبر عدد للقراءة الواحدة.
3) التنوع في المصادر وليس التنوع الجغرافي، فالقراءة الأفضل هي التي تأتي من شاهدين من مكانين مختلفين.
4) الاستمرارية، هذا الإختبار مَعنْي بإستمرار قراءة معينة من خلال شاهد متواصل عبر العصور.
5) مصداقية المصدر، وهو يجيب على سؤال، هل هذا الشاهد أهل للتصديق؟
6) إختبار القرينة، فهو مَعنْي بتجانس النّص كوحدة واحدة، وعدم تدعيم الخلاف.
7) الإعتبارات الداخلية، يُعنى هذا الإختبار بإتباع قواعد اللغة ومنطق كتابة النص.
خَلُص من اختباراته إلى أن أفضل نص يوناني للعهد الجديد هو ذلك الذي حافظت عليه مخطوطات الأغلبية وليس الأقلية، وإعتمد النّص المُستَلم.
ولعله من المُسِر في ختام المناقشة أن نعرض هذا التصريح "إن نسبة الاتفاق بين النّص النقدي من جانب ونص الغالبية والنّص المُستَلم من جانبٍ آخر تصل إلى 99.95% "[5]، وأن الخلاف لا يتعلق بالعقائد المسيحية. وصرح رواد النقد النصي " لم تتأثر أي عقيدة مسيحية، لسبب بسيط وهو أن آلاف القراءات المختلفة لم تستدع أي تغيير عقائدي"[6]



[1] بيرس، 108.
[2] نفس المرجع، 108
[3] بيرس، 109.
[4] نفس المرجع، 110-112.
[5] بيرس، 113.
[6] ماكدويل، 42.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق