الأحد، 19 فبراير 2017

مقدمة

مقدمة
صرَّح أبونا إبراهيم للغني، عندما طلب منه أن يرسل لإخوته واحداً من الأموات كي يتوبوا؛ قائلاً: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ (لو31:16). ومنه نفهم أن كلمة الله المكتوبة لدينا فيها كل الكفاية، وهي أعظم من أيَّة عجيبة، وأن من لا يُصدّق كلمة الله فلن ينفعه شيئاً حتى إقامة واحداً من الأموات. ولعل هذا الفهم هو ما يؤكد عليه بطرس؛ الذي إختبر ما لم يختبره الكثيرين على جبل التجلى، فيُصرّح قُرب نهاية حياته "وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ" (2بط19:1).
إن المد المتزايد لتيار الفكر الليبرالي اليوم، وتمجيد الإنسان لعقله، وتنصيبه لذاته حَكَماً على صدق كلمة الله الموجودة بين أيدينا من خلال مدارس النقد االنصي، لا يختلف كثيراً عن ما ذكرته الحية في جنة عدن «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» (تك1:3)
لذلك فهناك أهمية خاصة لبيان؛ كيف وصل إلينا الكتاب المقدس، وكيف يمكن لكل واحد أن يُمسك كتابه المقدس ويتأكد أنه كلام الله، وأن الله بنفسه يشرف على حفظه نقياً.

وسوف نعرض ذلك في خمسة فصول؛ في الفصل الأول للمصطلحات المرتبطة بالكتاب المقدس، وفي الفصول التالية نُقدّم ستة خطوات من خلالها وصل إلينا الكتاب المقدس، وسوف نفرد فصولاً لمناقشة النقد النصي وتأثيره على الكتاب المقدس، وعقيدة الحفظ وسلطان الكلمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق