الأحد، 19 فبراير 2017

الفصل الثاني 4

الخطوة الخامسة
 الترجمة
 بالنسبة للكتاب المقدس تعني نَقل النص من العبرية واليوناينة إلى لغاتٍ أخرى. "اللغة التي كُتب بها العهد القديم هي العبرية باستثناء أجزاء قليلة كُتبت بالآرامية، وأما العهد الجديد فقد كُتب كله على الأرجح باليونانية"[1].
والترجمة إما حرفية، أي كلمة لكلمة، وتعتمد جودتها على المفردات في اللغتين؛ أو إعادة صياغة للأفكار مما يجعلها أكثر وضوحاً.
بيد أن إختيار نمط الترجمة يتوقف على مدى إيمان المُترجم بنظرية الوحي الحرفي، ويؤمن الباحث بأن أفضل ترجمة هي الترجمة الحرفية للمخطوطات التقليدية البيزنطية. ويمكن تفسير كثرت الترجمات، التي لا تعتمد النموذج الحرفي في الترجمة، بسبب حركة النقد النصي للكتاب المقدس.

تاريخ الترجمات:
أولاً: الترجمة السبعينية: 282 ق.م العهد القديم من العبرية إلى اليونانية:
قام  بها 70 عالم يهودى بناءاً على طلب حاكم مصر بطليموس فيلادلفوس. وقد صادق الرب يسوع عليها إذ أخذ اقتباساته العديدة من العهد القديم منها، وعلى ذات النهج سـار الرسل أيضاً فاقتبسوا منها. ولقد جاءت هذه الترجمة بترتيب العناية الإلهيـة لتمهد الطريق للعهد الجديد، حيث كان الله مزمعاً أن يقدم بشارة نعمته الغنية، لا إلى اليهود وحدهم، بل إلى العالم أجمع مستخدماً اللغة الأكثر شيوعـاً في ذلك الوقت وهى اللغة اليونانية.

ثانياً: السريانية  نحو عام 150م.  تُرجم الكتاب المقدس إلى اللغة السريانية لخدمة المؤمنين في أنطاكية ونواحيها، وكانت أنطاكية كما نعرف من الكتاب المقدس مركزاً قوياً للمسيحية (أع11،13،..)، كما أنها كانت ثالث مدن الإمبراطورية الرومانية بعد روما والإسكندرية. وتسمى الترجمة البشيتا أي البسيطـة، وهناك اليوم نحو 350 مخطوطة من هذه الترجمة.

ثالثاً: الفولجاتا ( جيروم / إيرونيمس) 383م. ترجمت الكتاب المقدس إلى اللاتينية القديمة.
وهي كلمـة لاتينية تعنى "الدارجة"، ولقد ظلت هذه الترجمة معمولاً بها في كل أوربا الغربية لمدة تزيد عن ألف عـام، أي حتى وقت الإصلاح. ولازالت هي الترجمة المعتمدة في الكنيسة الرومانيـة إلى الآن، كما أنها ترجمة محترمة من النقاد المعتبرين.
وفي بداية القرن الثالث نهض العلامـة القبطي بانتينوس بترجمة الكتاب المقدس بعهديه إلى اللغة القبطية. وبعد ذلك الزمان بفترة وجيزة قام آخرون بترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الحبشية وإلى اللغة الأرمينية وكذلك اللغة الفارسية. وفي أواخر القرن الثامن ظهرت أول ترجمـة عـربية. ونحو سنة 1380 ظهرت ترجمة أسبانية وأخرى إنجليزية. ونحو عام 1460 ظهرت ترجمة نمساوية. وفي عام 1477 كانت هناك ترجمتان للكتاب المقدس بالفرنسية. ولما ظهرت ترجمة لوثر للكتاب المقدس إلى اللغة الألمانية في عام 1522 كان هناك وقتها ما لا يقل عن 14 ترجمة مختلفة للكتـاب المقـدس بالألماني الفصيح، بالإضافة إلى 4 ترجمات باللهجات القومية. وهي كلها ترجمات كاملة للكتاب المقدس.

إحصائيات: بلغت عام 1800 إلى 72 ترجمة، وعام 1900 بلغت 567، وعام 1965 بلغت 1250. وبحسب نبذة أصدرتها دار الكتاب المقدس، أن الكتاب اليوم تُرجِم كله أو أحد أجزائه إلى 1946 لغة ولهجة.



[1] رياض، 20.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق