الأحد، 19 فبراير 2017

الفصل الثاني 2

الخطوة الثالثة
 القانونية
تأتي كلمة قانونية من الأصل اليوناني " Kanon الذي يشير إلى أداة قياس"[1]وهي عصا القياس في (حز5:40). والقانونية معنية بإكتشاف ما هي الكتب الموحى بها ذات السلطان؛ "إن مهمة الكنيسة الأولى لم تكن إضفاء سلطان إلهي ولا حتى كنسي على مجرد كتابات بشرية، بل بالحري الإعتراف بتلك الكتابات التي تحمل السلطان الإلهى"[2]. فالقانونية تعطي القبول لهذه الاسفار.
ثمة ملاحظة هنا[3] إن أيً من؛ قِدَم الكتاب، أو قيمته الروحية، أو حتى كِتَابتُه باللغةِ العبرية أو اليوناينة ولا حتى قبول الناس للكتاب، لا يجعله قانونياً. الله هو الذى يحدد القانونية من خلال الوحي.

مبادئ إكتشاف القانونية:
1)    أن يكون كاتب السفر من الأنبياء أوالرُسل. وقد حدد الله سمات كلٍ من النبي (تث1:13) والرسول (أع21:1-22)، كما إنه تم قبول أيضاً كتابات لأشخاص كَتبوا تحت إشراف الرسل مثل مرقس ولوقا، كما كتب يعقوب ويهوذا رسالتي يعقوب ويهوذا بالترتيب.
2)    أن يتَأيد كاتب السفر بقوة الله. فقد أيَّد الله على مر العصور الأنبياء والرسل بآيات وعجائب كبرهان على إرساليتهم الإلهية (خر1:4-9؛ عب4:2؛ 1كو8:13-13).
3)    نَقْل الحق المُختص بالله. أي لا يُناقض باقي الكُتب المُقدَّسة، فالوحي لا يُناقض نفسه (1كو13:2؛ يو35:10؛ مز11:33).
4)    أن يحمل الكتاب قوة للتغيير (عب12:4؛ 2كو17:5 ؛ 1بط23:1؛ رو16:1-17؛ يو1:3-16).
5)    القبول من الكنيسة المكتوب لها (1تس13:2؛ 1كو16:2؛ رو14:8، 16 )

ومن هذه المبادئ يتضح أن الكنيسة الأولى كانت تبحث في مسألتين غاية في الأهمية:

·     المسألة الأولى هي الأصالة؛ وتتعلق بالتحقق من هويَّة الكاتب، من جهة إنه معروف، ومن جهة أن الإسم المطروح ضمن الكتاب هو الكاتب حقاً. وتأخرت الكنيسة في قبول رسالة العبرانيين لعدم تضمينها إسم الكاتب، ورسالة بطرس الثانية للتأكد من أن بطرس الرسول هو حقاً كاتبها.

·     المسألة الثانية هي الموثوقية، وتتعلق بمدى إعلان الحق في الكتاب، ويجب أن لا يتناقض مع المكتوب فالله هو مصدر الحق وهو لا يناقض نفسه. وقد أُثير نقاشاً حَول موثوقية رسالتي يهوذا ويعقوب. فقد بدا أن يهوذا إقتبس من أسفار منحولة (يه9، 14)، وأن يعقوب كان يُعلِّم عن التبرير بالأعمال وليس بالإيمان مخالفاً لتعليم بولس. لكن سرعان ما قبلت الكنيسة الرسالتين بعد برهان إتساقهما مع باقي أسفار الكتاب.

أهمية القانوينة:
1- ما أَظهره المؤمنين من قبول لكلمة الله على إنها موحى بها، واعتبارها أساساً للعبادة والنمو الروحي. 
2- انه كان من الضروري التعرف على الحق الذي يمكن إستخدامه في الكرازة والرد على الهرطقات. 
3 – تحديد ما هى الكتب التي يجب الحفاظ عليها والموت من أجلها.

قانونية العهد القديم:
فى زمن المسيح كان كل العهد القديم قد كُتب وتم قبوله من جماعة اليهود وأخر سفر هو ملاخي وإنتهى منه الكاتب سنة 430 ق.م تقريباً. وقد انعقد مجمع جامينا سنة 90 ميلادية لاقرار قانونية ال 39 سفراً.
ماذا عن كتب الابوكريفا؟ تتكون من 14 كتاب جميعها كُتبت بعد ملاخى تم إلحاقها بالعهد القديم بين سنة 200، 150 ق.م . وقد ظهرت فى الترجمة اليونانية للنص العبرى القديم (السبعينية) ولكن لم يَستشهد بها أيًّ من كُتَّاب العهد الجديد كما لم يؤكد يسوع على أى منها بالرغم من اعترافه بكل العهد القديم فى زمانه لو27:24، 44).

 قانوينة العهد الجديد:
1)  عشرون كتاباً مقبولاً من الجميع. (كل أسفار العهد الجديد ماعدا عبرانيين، يعقوب، رسالتي يوحنا الثانية  والثالثة، بطرس الثانية، يهوذا، الرؤيا).
2)  سبعة كُتب حولها نقاش وأسئلة شرعية، مدفوعة برغبة في المعرفة واليقين. وهي الرسالة إلي العبرانيين، ورسالة بطرس الثانية، ورسالتي يعقوب ويهوذا، ورسالتي يوحنا الثانية والثالثة، وسفر الرؤيا.
3)    كُتب مرفوضة من الجميع، ومعظمها لمعلمين كذبة.
4)    كُتب مقبولة من البعض وتسمى بالأبوكريفا.

وبذلك أصبح لدينا الكتاب المقدس بعهديه مقسماً كما يلي:

قسمى الكتاب 
العهد القديم
العهد الجديد
عدد الأسفار
39
27
لغة الكتابة
العبرية والأرامية
اليونانية
الأجزاء الرئيسية
الشريعة (5 أسفار موسى)
التاريخ ( يشوع إلى استير)
الشعر ( أيوب إلى نشيد الأنشاد)
الأنبياء ( اشعياء إلى ملاخى)
الأناجيل
التاريخ ( أعمال)
العقيدة ( الرسائل)
النبوة (رؤيا يوحنا)

إكتمال القانون: ويعني إننا لن نتلقى مزيداً من الكتب الموحى بها، ولنا عدة أدلة على ذلك:
1.    إنتهى عصر أنبياء العهد القديم، والرسل في العهد الجديد، الأمر الذي يشير إلى عدم إمكانية وجود كتب جديدة لها صفة الوحي. فالكنيسة مبنية على أساس الرسل والأنبياء (أف20:2)، وانتهت هذه المرحلة بإنتهاء العصر الرسولي بموت جميع الرسل.
2.    التحذير في (رؤ18:22) يُشير إلى أن الله أغلق على القانون بإكتمال الوحي.



[1] رايري، 119.
[2] واين جرودم، علم اللاهوت النظامى: الجزء الأول، (القاهرة: مطبوعات إيجلز، الأردن: برنامج التعليم اللاهوتي بالإمتداد،2002)، 53.
[3] بيرس، 50-51.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق